كم هو جميل أن تحب إنساً تمنحه شيئاً من الثقة تحملة في سويداء قلبك يكون هواءك الذي تتنفسه وزادك الذي تقتات به ..
والأجمل أن تضحي بنفسك وبوقتك وجهدك من أجل إسعاده ولكن ما أصعب أن تشعر بعد كل ذلك بأسى غريب يقتحم
أسوار حياتك ويهدم ما بنيته حينها تكون الكلمات قاصرة والعبارات ركيكة لا تفي بالغرض لذلك فأنت تفضل الرحيل
وتبدأ تلملم أوراقك المتناثرة على صفحة الزمن لترحل سوياً أنت وأوراقك إلى عالم مجهول تمضي بصمتك الجارح وتحمل
أشلاءك المتناثرة وآهاتك المحترقة لترحل بعيداً عمن تحب تترك لقلبه المجال يصول ويجول كيفما شاء وتقول بكل ألم وحسرة
مزق كل الذكريات اعبث بها كما يبعث الهوى بألباب العشاق احرقها كما أحرقت قلباً نبض بحبك وأكتوى بنار فراقك لقد قتلت هذا الحب الدافىء واغتلت هذا العشق الجميل بيد انه في مهده للتو .. عذراً – اطوني من صفحة ذاكرتك .. وأزلني من قاموس لغتك واجعلني رهن النسيان ..
ذكرياتنا الجميلة التي جمعتنا.. أطلب منك أن تسكب عليها ما يحرقها لتبقى رماداً تذروه الرياح بعد أن رسمت لك في خيالي
ألف صورة وصورة وجعلتك أمير على قلبي وسلطانة في ملكي وآمرة وناهية في حياتي وتاجاً فوق رأسي ولكن بعد هجرك
وتراجعك إلى الوراء عرفت أن حياتنا ما هي إلا معادلة غير متكافئة وأننا خطان متوازيان لا يمكن أن نلتقي وأن الصداقة
التي جمعتنا ما هي إلا سراب ظننته ماء !!
لقد أصبتني في مقتل وأنا الذي دفعت ثمن الرصاصة التي اخترقت قلبي .. سقط القناع واكتشفت الحقيقة المُرة فعرفت أن
كل ما قلته من عبارات وما صغته من كلمات ضاعت في زحمة اللامبالاة وتاهت في وادٍ غير ذي زرع فسال حبر قلمي
ليعانق السطور الحزينة .
شيء مؤلم أن ينام الإنسان يحتضن حلماً جميلاً وبعدها يصحو على سراب مخادع وحقيقة مرة !!! ما أصعب أن تفقد الثقة
بين روحين في جسد .. والأصعب أن تتحول المواعيد على أعذار واهية فمن كثر اختلاف مواعيدك معي اضطررت أن اضبط ساعتي على عقارب أعذارك لأني أعرف العذر مسبقاً !!
لا تعتقد بأنني غضبت عندما عرفت الحقيقة . بل ابتسمت ابتسامة الألم وقلت ما قاله الرب سبحانه :
... ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوً خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمُ لَا تَعْلَمُونَ
فالخيرة دائما فيما اختاره الله وثق بأني أتمنى لك كل خير لأن القلب الذي حمل حبك فترة من الزمن لا يعرف الحقد أو
الضغينة بل هو ناصع البياض كما عهدته ولن يتغير بإذن الله مطلقاً فهلا عذرتني على رحيلي المفاجىء وخروجي من حياتك
ببطاقة حمراء تدعى بطاقة الانهزام ؟؟ أم أنك ستطوق عنقي بالخطأ بعد أن تبرر موقفك وكأن شيئاً لم يكن ؟؟
أتمنى أن تحكم عقلك وأن تعرف بأنني إنسان لديه من المشاعر والأحاسيس مثل ما لديك وأن لا تقسي علي مع قسوة هذا
الزمن الذي كبل تحركاتنا ووأد كل شيء جميل . وقبل أن نتفرق أقول : للقلوب رسائل لا يقرأها إلا إحساس المحبين ..
وللنفوس حديث لا تسمعه إلا في دعاء الصادقين .. فاسأل الله العظيم أن يكون التوفيق حليفك والسعادة انيسك والخير
طريقك لتكون هذه الدعوات الصادقة لا تنسى على مدى الأيام