.......وأحفظوا أيمانكم ........

بسم الله الرحمن الرحيم
(واحفظوا أيمانكم)
أخى المسلم...أختى المسلمة
إنما شرع الله الايمان تعظيما له ولشرعه فلا يجوز ان تهان اوتبتذل ولاينبغى أن تستغل استغلالا يتعارض مع الاصل الذى شرعت من أجله كأن يجعلها الانسان مانعا من الطاعة او دافعا للمعصية فيمتنع من فعل الخيرات كالصلاة فى المسجد اوصلة بعض ارحامه بحجة انه حلف ولا يستطيع ان يحنث فى يمينه اويقع فى المخالفات الشرعية كأن يضرب جارا له اويشتمه اويقتل احدا من الناس بحجة انه يحلف يمينا ولايستطيع الرجوع عنه ولهذا قال الله تعالى (ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم)
أى لاتجعلوا ايمانكم بالله حواجز بينكم وبين الخير لان الله إنما يحب الخير ويرضاه فكيف يجعل اسمه سبحانه مانعا من فعل ما يحبه ويرضاه ولهذا قال رسولنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم (من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذى هوخير وليكفر عن يمينه) متفق عليه
والحلف واليمين والقسم بمعنى واحد وقد عرف البعض ذلك بأنه عقد يقوى به الحالف عزمه على الفعل أو الترك
ولله سبحانه وتعالى ان يقسم بما يشاء فيقسم بذاته العليه (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ...)
ويقسم ببعض مخلوقاته تنبيها على مافيها من دقيق الصنع والاتقان والذى يدل على عظمة خالقها (والشمس وضحاها ) (والفجر ) وأمثال ذلك..
أما المخلوق فلا يجوز له الحلف إلا بالله الذى خلقه كما اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بأبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أوليصمت ))متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم (من حلف بالامانة فليس منا)
فمن حلف بغير الله فقد ارتكب ذنبا عظيما وكأنه جعل المحلوف به ندا وشريكا لله عزوجل لان الحلف تعظيم مطلق ولاينبغى التعظيم المطلق إلا لله فكأن الحالف بغير الله عظم هذا المحلوف به تعظيما لايليق إلابالله فصار ذنبه من انواع الشرك لذلك كما ورد فى الحديث (من حلف بغير الله فقد اشرك ) رواه الترمذى وقال حديث حسن
ولهذا كانت كفارة الحلف بغير الله النطق بشهادة التوحيد إقرارا بالتعظيم المطلق لله وحده وتوبة من كل مايمكن أن يتعارض مع التوحيد فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (من حلف منكم فقال فى حلفه باللات وبالعزى فليقل لااله الا الله)
ولما كان شأن القسم عظيما فى دين الله عز وجل وجب على الانسان الذى يسمعه تعظيمه وتقديره واحترامه لأنه قسم بعظيم احتمى به الحالف فيوكل أمره إلى الله الذى حلف فيوكل أمره إلى الله الذى حلف به ومن هذا القبيل ما حكاه النبى صلى الله عليه وسلم (رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت ؟ قال :كلا والذى لا اله الا هو فقال عيسى امنت بالله وكذبت عينى ) متفق عليه
والمتأمل فى الكتاب والسنة يتبين له أن
أنواع اليمين ثلاثة:
1- يمين لغو
2- -يمين منعقدة
3- يمين غموس
والبقية فى المرات القادمة ان شاء الله